جذور
جذور
“أنا إنسان فخور بجذوري”
لا أجد حرجا في ربط مساري الإنساني والمهني والسياسي بجذوري الثقافية والجغرافية.
فمنطقة سوس، التي أنحدر منها وأحبها، تحتل مكانة مركزية في بلورة اختياراتي وتوجهاتي وسلوكاتي.
فبجانب النساء والرجال اللذين ساعدوني وساندوني ووجهوني، لأصبح ما أنا عليه اليوم، وما أتطلع إليه مستقبلا من خلال مسار حياتي واللقاءات الحاسمة والقراءات المؤثرة ومن خلال معايشتي اليومية لبني عمومتي ولعائلتي الإنسانية ولعائلتي الفكرية، أستحضر دائما، وبافتخار هويتي وجذوري .
فمن أهم خصالي الشخصية – والتي تفسر حتما الخصال الأخرى – انطلاقي من جذوري الأمازيغية وانتمائي قلبا وقالبا لهذا الرافد الثقافي المتجدر ببلادنا، إضافة إلى انحداري من سلالة إدريسية حسب وثائق نسبي، ثم انفتاحي على الأخر “القريب مني” و”المختلف عني”، انطلاقا من قناعاتي السياسية والفكرية والحقوقية وانتمائي للعائلة التقدمية ووفاء لنضالي من أجل ترسيخ القيم الإنسانية في مفهومها الكوني الواسع.
فأنا مزداد بمدينة تيزنيت إحدى المدن التاريخية الأصلية بسوس. هذه المدينة الشريفة التي تعتبر حلقة في وسط سوس الكبير ومحطة متحركة وحيوية تشع منها وعبرها قيم التضامن والإنسانية، رابطة بين جنوب المغرب و صحراءه و شماله، فاتحة ذراعيها لرهانات العصر دون التنكر لأصالتها ولتاريخها، وفاعلة في وسط المغرب، مضطلعة بمهامها بجانب المدن الأخرى التي تكون مملكتنا السعيدة.