الحاج الحسين أشنكلي في ذمة الله
تلقيت بعميق التأثر وعظيم الحزن و الأسى نبأ وفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الحاج الحسين أشنكلي، البرلماني عضو فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين ومنسق برلمانيي جهة سوس ماسة درعة عن عمر يناهز 90 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأقاربه وذويه، ولأصدقائه ومحبيه عن أحر تعازينا وخالص عبارات مواساتنا مقدرين فداحة الرزء في رحيل مناضل وطني كرس حياته للدفاع عن الوطن وعن قيم الحرية والكرامة والمواطنة والتضامن.
لقد كان الحاج الحسين أشنكلي من مؤسسي فريق حسنية أكادير بعد الاستقلال سنة 1956 وتولى مهام رئاسة الفريق انطلاقا من موسم 58/59، وهو الموسم الذي حقق فيه الفرق أول صعود لبطولة القسم الوطني الأول في تاريخه، ليواصل مهام رئاسة الفريق إلى غاية سنة 1966.
ويرجع له الكثير من الفضل في إعادة تهيئ الفريق بعد زلزال أكادير ووفاة العديد من مسيريه ولاعبيه، ليشرف رحمه الله على إعادة ترميم الفريق لمواصلة مساره ببطولة القسم الوطني الأول موسم 1960/1961 واستطاع أن يقود الفريق ليصل إلى اللقاء النهائي لكأس العرش سنة 1963.
وتواصل الإشعاع الرياضي للحاج الحسين أشنكلي كمسير بعصبة سوس لكرة القدم، حيث تولى مهام النائب الأول لرئيس العصبة موسم 1962/1963، وموسم 1963/1964، ليتقلد بعد ذلك مهمة رئيس العصبة خلال موسمي 64/65 و 65/66 ، ويشغل مهام الرئيس المنتدب بالعصبة لدى الجامعة موسم 67/68، ليعود بعد ذلك لتولي مهام رئاسة المكتب المديري للعصبة موسمي 68/69و 69/70 .
الحاج الحسين أشنكلي كان كذلك رئيسا سابقا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير وانتخب برلمانيا عن المدينة لعدة ولايات. كما تولى رحمه الله مهمة منسق برلمانيي جهة سوس ماسة درعة.
لقد فقدت جهة سوس ماسة درعة رجلا صلبا كرس سنوات طوال من حياته للدفاع عن القضايا التنموية، وظل يترافع بقوة لصالح الأوراش الكبرى بالمنطقة حتى آخر حياته. وظل يشتغل رحمه الله في صمت وتواضع كبيرين. فكان مدافعا قويا عن إنجاز ميناء سيدي إفني، وكانت له بصمته الجلية في إحداث المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية فاظمة البوهالي بميراللفت. كما ساهم بشكل كبير في دعم ملف التسريع بإنجاز الطريق السيار بين مراكش وأكادير في إطار تنسيقية برلمانيي جهة سوس ماسة درعة.
وارتبط اسمه، رحمه الله، مؤخرا بالترافع لصالح “إعادة توظيف أنشطة الميناء القديم لأكادير” و “إنقاذ غابة الأركان” بجهة سوس ماسة درعة.
وأذكر أنه لما اجتمعت ثلة من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية بإقليم تيزنيت لتأسيس مركز لتصفية الدم بمستشفى الحسن الأول بتيزنيت، كان من أول مدعمي جمعية باني لدعم المؤسسات الصحية بتيزنيت، وظل رحمه الله عضوا بمجلسها الاستشاري منذ 8 مارس 1998 إلى أن وافته المنية.
لقد فقدنا جميعا في المرحوم الحاج الحسين أشنكلي الأخ الودود والصديق المخلص والبرلماني الغيور على جهته ومنطقته ورجل الأعمال المحنك والقدوة في الفعل والقول والصابر في السراء والضراء والإنسان السخي المعطاء الحامل لقيم التضامن والوفي لقيم المواطنة والمتمسك بروح الأمل وحسن العطاء.
وإذ نشاطر كل محبيه، أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يوفي الفقيد أحسن الجزاء، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه ويلهمنا وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي”
صدق الله العظيم
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد اللطيف أعمو
أضف تعليقاً