الكاتب والدبلوماسي الفلسطيني واصف منصور في ذمة الله
تلقيت بعميق التأثر وبالغ الأسى، ونحن نستعد للإحتفال بعيد الفطر المبارك،النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الأستاذ واصف منصور، على إثر أزمة قلبية ألمت به، صباح اليوم الأربعاء 7 غشت 2013 بالرباط عن سن تناهز 68 عاما.
وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأسرة الفقيد، ولزوجته الأستاذة البتول الناصري ولأبناءه دلال وسفيان وسارة ولكل أقاربه وذويه، وأصدقائه ومحبيه عن أحر تعازينا وخالص عبارات مواساتنا مقدرين فداحة الرزء في رحيل أحد الشخصيات الفلسطينية الكاريزمية، وأحد رموز الديبلوماسية الفلسطينيةالذين نذروا حياتهم لخدمة قضيتهم الوطنية بكل تفان وإخلاص ونكران ذات.
إن هذا المصاب الجلل هو أولا خسارة للقضية الفلسطينية برمتها، حيث كان الفقيد رمزا للآجئي 1948 وذاق مبكرا مرارة العيش في مخيمات اللاجئين بعد أن رأى النور في حيفا يوم 25 دجنبر 1945 وظل طيلة حياته سفيرا لمعاناة الشعب الفلسطيني من خلال نضاله المستميت كعضو نشيط في مكتب حركة فتح بالمغرب ثم بسفارة فلسطين بالمغرب حيث تولى وظائف دبلوماسية رفيعة.
كما خسرت بلادنا برحيل “أبي سفيان” رجلا محبا للمغرب وفلسطينيا أحب المغرب بملإ جوارحه، منذ أن انتقل إليه في سنة 1964 وبه درس واشتغل وأقام وأحبه المغرب والمغاربة بسخاء، واختاره بلد إقامته النهائي، إلى حين وفاته.
وخسارة بلادنا الفكرية جسيمة كذلك في مجال الإنتاج والإبداع الأدبي، حيث خسرت قلما بارزا في المجال الحقوقي دفاعا عن القضية الفلسطينية، توجه مؤخرا بكتاب تحت عنوان “بعض مني” سرد فيه مسارات رحلته المثيرة والحافلة من حيفا الى الرباط. كما اشتهر الفقيد بديناميكيته الاستثنائية، فجاب المغرب طولا وعرضا، ملبيا دعوات المؤسسات والهيئات المدنية والمجالس المنتخبة، مؤطرا للمحاضرات والندوات والأنشطة التضامنية دون كلل أو ملل بهدف التعريف بتطورات القضية الفلسطينية.
وساكنة تيزنيت ما زالت تحتفظ في ذاكرتها الجماعية بزياراته العديدة لمدينتنا، كانت آخرها تراءسه، رحمه الله، لاحتفالات تيزنيت باليوم المحلي للقدس الشريف في غضون شهر يوليوز من سنة 2012.
وبوفاته، رحمه الله، نكون قد خسرنا مغربا ومغاربة دبلوماسيا فلسطينيا رفيع المستوى والمقام، ومفكرا ومبدعا كرس حياته لنصرة قضية عادلة، وخسرنا في ذات الوقت رجلا مفعما بالحيوية والنشاط، عاش ودفن في بلده الثاني دون أن ينطفئ حنينه إلى وطنه الأم الذي عاش حيا في ذاكرته إلى آخر نفس من حياته.
وإننا إذ نستحضر بهذه المناسبة المحزنة، هذا الرصيد الفكري والإنساني، وما كان يتميز به الفقيد في مختلف محطات حياته، من حنكة دبلوماسية وخصال إنسانية عالية. نحيي فيه، رحمه الله، وفاءه للقضية الفلسطينية، وسمو أخلاقه وتواضعه. ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد الكبير أحسن الجزاء، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه.
وإذ نشاطر، الشعبين الفلسطيني والمغربي، ورفاق دربه النضالي وكل أقارب الفقيد، أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يلهمنا وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد اللطيف أعمو
مستشار برلماني
رئيس المجلس البلدي لمدينة تيزنيت
أضف تعليقاً