الحاج أحمد سيدينو في ذمة الله
تلقيت بعميق التأثر وبالغ الأسى، النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الحاج أحمد سيدينو، الذي وافته المنية ليلة يوم الخميس 22 شتنبر 2016.
وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأسرة الفقيد، ولمحبيه وأصدقائه، ولكل أقاربه وذويه، عن أحر التعازي وخالص عبارات المواساة مقدرا فداحة الرزء في رحيل أحد أبرز رجالات مدينة الانبعاث.
إن هذا المصاب الجلل هو خسارة لقدماء أكادير ولساكنة المدينة ككل، حيث عرف الفقيد قيد حياته كأحد أعيان مدينة الانبعاث المرموقين وكواحد من اللبنات العمومية التي ساهمت في بناء صرح تدبير الشأن المحلي لمدينة الانبعاث بعد زلزال 29 فبراير 1960.
وكانت له تجربة واسعة ومميزة في الملاحة التجارية بعاصمة سوس، حيث تم توظيفه مبكرا في إدارة الملاحة التجارية بأكادير، أيام كانت المناصب حكرا على الفرنسيين بالدرجة الأولى، فاستطاع الحاج أحمد سيديـــــنو بعصاميته وانضباطه وسلوكه وصفاء سريرته أن ينهي بها مساره المهني بدرجة مراقب إلى حين تقاعده.
ومباشرة بعد زلزال أكادير – حيث كان من ضمن الناجين القلائل بفونتي – لعب رحمه الله دورا كبيرا في عمليات الإنقاذ والدعم الاجتماعي للمنكوبين خصوصا من عائلات وأسر المنكوبين من الصيادين وأرباب السفن والقوارب والعاملين بخدمات الميناء. كما ساهم رحمه الله مباشرة بعد وقوع الزلزال، في إطلاق النواة الأولى لنشاط الملاحة التجارية بعاصمة سوس من خلال فتح مكاتب مؤقتة على شكل خيام بجوار خيام القوات المسلحة الملكية.
في سنة 1964، انتخب الحاج أحمد سيدينو كأول رئيس للمجلس البلدي لأكادير بعد الزلزال، وكان كذلك برلمانيا عن إقليم أكادير من 1964 إلى 1976، وحظي رحمه الله بوسام من درجة الرضى – ممتــاز سنة 1967.
ويشهد الجميع لهذا المحب لمدينة أكادير بالفضيلة والسلوك الحسن واللباقة واللطف في معاملاته في كل المجالات، المهنية منها والاجتماعية والسياسية وغيرها.
وإننا إذ نستحضر بهذه المناسبة الأليمة، هذا الرصيد المهني والاجتماعي والإنساني، للراحل الحاج أحمد سيدينو، وما كان يتميز به الفقيد من مكارم الأخلاق ومن الخصال الإنسانية العالية. نحيي فيه، رحمه الله، غيرته على مدينة أكادير ووطنيته وسمو أخلاقه. ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد الكبير أحسن الجزاء، على ما أسدى للوطن ولمدينة الانبعاث من خدمات جليلة، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه.
وإذ نتوجه بالمناسبة بأصدق عبارات التعازي والمواسات إلى ابنه السيد الحبيب سيدينو، رئيس فريق حسنية اكادير، وإذ نشاطر، أقارب الفقيد ومحبيه، أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يلهم أسرته الصغيرة والكبيرة وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد اللطيف أعمو
مستشار برلماني
أضف تعليقاً